إعْلَمْ ..
إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. هو من لزوم شِيَمِ المؤمنين .
إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. هو رجوع إلى الله وإيمان به وتصديق ويقين .
إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. هو حقيقة من حقائق الخوف والوجل من الله .
إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. .. هو إيمان بالربوبية لله وتفرده بالألوهية ووحدانيته بالوحدانية .
إعلم أن الإكثار من الإستغفار ... يعنى إيمانك بالحساب والجنة والنار .
إن أكثرت الإستغفار لله :
إن أكثرت الإستغفار لله .. فثق به ولاتيأس من رَوحه أبداً .
إن أكثرت الإستغفار لله ... فثق به ولا تقنط من رحمته يوماً .
إن أكثرت الإستغفار لله .. فثق أن الدنيا مهما ضاقت فى وجهك , والأبواب مهما غُلّقت والأسباب مهما تقطّعت . فستنفتح فتحا مبينا وستيسر تيسيرا عظيماً .
إن أكثرت الإستغفار لله .. فُزْتَ , فإنّ من لم يستغفر كثيرا صار متمردا علي الله خارجا عنه متبعا للشيطان وهواه .
إن أكثرت الإستغفار لله .. فلا تقنط , فالقنوط من دلائل الضلال .
إجعل مشروعك .. إستغفارُ للغفّار
حين تكثر الذنوب على إبن آدم يحصل الضعف فى إرادته وتلين عزيمته وتتأثر نفسه وتكاد تنهار عند مواجهة أى مشكلة من مشكلات الحياة ومتاعبها التي تواجهنا كل دقيقة وكل يوم .
وحين يفشل مثل هذا الآدمى المؤمن في موقف ما فإنه قد يصاب بالإحباط الذي يكون بمثابة همّ ثقيل يمنعه من العيش بصورة طبيعية فيرتبك ويقبع ولايقدر على العمل والإنتاج لتغيير واقعه بسبب عدم الإستغفار وسيطرة الإحباط أو اليأس على نفسه وخوفه من كل ما هو آت فى المستقبل , فهذا الآدمى فى حقيقته ماهو إلا إنسان قد غفل تماما عن حقيقة الإستغفار العظيمة التى بها ينفتح على مولاه وينطرح بين يديه لعظمته وهيبته وينال من كل أمر مبتغاه ومايتمناه .
وهذا فى نهايته ماهو إلا بمثابة إعصار نفسى سيء قد أصاب نفسه به وبنفسه لإبتعاده عن الإستغفار .. لأن عدم الإستغفار يقعد بالهمم عن العمل ويشتت القلب بالألم ويقتل فيه روح الأمل .
إن العبد المؤمن الكثير الإستغفار لربه لايمكن لليأس أن يتمكن منه أبداً .. ولا للإحباط أن يعرف إليه سبيلا .
وهذه حياة المستغفرين :
فهو يواجه أمور حياته كلها بالإستغفار .. فيصبح ذا إرادة قوية ولجوء تام إلى خالقه وعزم صادق وإيمان راسخ وثقة فى الله لاتتزعزع ويعمل بإستمرار على الأخذ بأسباب الهداية والثبات .. ويقرأ القرآن دائما فتنبعث فى نفسه روح الأمل والتفاؤل عندما يقرأ قوله تعالى : { ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } ال عمران8 , وهو يؤمن بأن الأمور مهما تعقدت ، والخطوب مهما إشتدت ، والعسر مهما تعسر ، فالفرج من الله قريب طالما أن الألسن تلهج لبارئها أبدا تستغفره ليل نهار : ( حَتَّى إِذَا إسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) يوسف 110 .
إن الإنسان مادام على قيد الحياة حياً يتحرك فلا بد له أن يكثر من الإستغفار , فنحن أنفس بشرية قد ينتابها الضعف فى كثير من الأحيان وعندها لا تجد سبيلا للراحة إلا بحسن الإنطراح بين يدى الخالق العظيم بإستغفار كثير , فطوبى لمن وجد فى صحيفته يوم القيامة إستغفارا كثيرا . - وأنه يجب أن يكثر المسلم من الإستغفار حتى يبعث في نفسه روح الأمل وجميل الظن بالله , فيراجع نفسه دائما ويوبّخها باحثاً عن أسباب عدم التوفيق والتعسر ليتجنبها في المستقبل لكونها قد تكون سببا فى التعسّر , فيرجو من ربه تحقيق المقصود ويجعل رايته دائما :
* ( سَأُستغفرُ ربى ماحييت ) *
خاتمة :
نستغفر الله من الذنوب التي تحل النقم . ومن الذنوب التي تغيـِّر النعم ومن الذنوب التي تورث الندم ومن الذنوب التي تحبس القسم , ومن الذنوب التي تعجِّلُ الفناء , ومن الذنوب التي تقطعُ الرجاء , ومن الذنوب التي تمسك غيث السماء , ومن الذنوب التي تكشف الغطاء , نستغفر الله العظيم حياءً من الله نستغفر الله العظيم رجوعاً إلى الله نستغفر الله العظيم تندماً وإسترجاعاً نستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاء الله نستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من الإفراط والتفريط ومن التخبيط والتخليط ومن مقارفة الذنوب ومن التدنس بالعيوب ومن عدم الحضور في الصلاة ومن جميع التقصير فيها وفي الزكاة ومن القنوط من رحمة الله ومن عدم القيام بحق الله وخلق الله ومن عدم التشميرِ لطاعةِ الله ومن عقوقِ الآباءِ والأمهاتِ ومن الظلمات والتبعات ومن الخُطى إلى الخطيئات ومن قطيعةِ الأرحام ومن إكتسابِ الآثام ومن حُبِ الجاهِ والمال ومن شهوةِ القيلِ والقال ومن رؤية النفس بعين التعظيم ومن نهر السائل وقهر اليتيم ومن الكذب والحسد ومن الغيبة والنميمة ومن سائر الأخلاق المذمومة ومن سائر الذنوب القلبية و القالبية ومن إتباع الهوى وهجر التقوى والميل إلى زخارف الدنيا ومن جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليه من كل ذنب يصرف عنا رحمتك أو يحل بنا نقمتك أو يحرمنا كرامتك أو يزيل عنا نعمتك ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .ومن كل ذنب تبنا اليك منه ونقضنا فيه العهد فيما بيننا وبينك جراءة منا عليك لمعرفتنا بعفوك .ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك يارب السموات ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب ويشغل الفكر ويرضي الشيطانَ وَيسخِطُ الرحمن ومن كل ذنب يعقبُ اليأسَ من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك ومن كل ذنب يوجب سواد الوجه يوم تبيض الوجوه وتسوّد الوجوه ومن كل ذنب يدعو إلى الكفر ويطيل الفكر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع اليسر ومن كل ذنب يُدنـي الآجال ويقطع الآمال ويشين الأعمال ومن كل ذنب يدنِّس منا ما طهرته ويكشف عنا ما سترته أو يقبِّح منا ما زيَّنته ومن كل ذنب لاينال به عهدك ولا يُؤمن معه من غضبك ولا تنزل معه رحمتك ولا تدوم معه نعمتك. ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّينا من خير ما عندك .ومن كل ذنب جرى به قلمكَ وأحاط به علمكَ فينا وعلينا إلى آخر عمرنا ولجميع ذنوبنا كلها أولها وآخرهَا عَمْدُها وخطؤها قليلها وكثيرها صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها خفيُّها وعلانيتها نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليه إستغفاراً يزيد في كل طرفة عين وتحريك نفس مائة ألف ضعف يدوم مع دوام الله ويبقى مع بقاء الله الذي لا فناء ولازوال ولا إنتقال لملكه أبد الآبدين ودهر الداهرين سرمداً من سرمدك إستجب يا الله يا أرحم الراحمين .
.
إ