بعد .. لا للتدخين

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

جزى الله خطيب الحرم المكى خير الجزاء على خطبته الرائعة يوم الجمعة الماضى لتناوله " التدخين" من الناحية الدينية و الصحية و الاقتصادية و ما يترتب عليه من آثار على الفرد و على افراد المجتمع اضافة الى تناوله لبعض الاحصائيات المرتبطة بتلك الاثار. اقترح فى خطبته منع اعلانات التدخين و استيراد هذه الافة باموال تجارنا الافاضل, اوافقه الراى فقد يفيد الاقتراح اذا طبق القسم الاول لكن كيف و الفضائيات تبث لنا كل السموم فى اوانى فضية و بضيافة فرنسية عريقة فان كان لاصحاب القرار سلطة على القنوات الارضية لن تكون لهم تلك السلطة على الفضائيات التى تخصصت فى تخريب العقول. اما إذا طبق القسم الثانى من الاقتراح بكل ما تحمله كلمة التطبيق من التزام و ليس التطبيق الذى عهدناه حيث يطبق على طبقة و تستثنى طبقة اخرى من ذاك التطبيق. لذا قد تبادر فى ذهنى اثناء الخطبة اعلانات السجائر التى تبدأ اما بيخت يتمايل على صفحة البحر لينتهى بتحذير : " التدخين سبب رئيسى لسرطان الرئةو تصلب الشرايين" . ما اروع تلك العبارة! وتطورت التحذيرات من سطر لتصل فى بعض الدول الى ثلث العلبة و فى دول اخرى الى صور دماغ المدخن و تعليمات عن كيفية الاقلاع من التدخين . البعض يرى بأن التشديد فى حكم تحريم التدخين سيفيد سؤال يقفز فى عقلى دون رحمة : الم يحرم الله الخمر؟ و اننا الى الان نرى مدمنون يبحثون عن رشفة خمر لتنسيهم همومهم" كما يدعون" او اخرون يكتفون برشفة بعد عشاء عمل و هم يحاولون اقناعنا بانهم لم تطلهم اللعنة لانهم لم يفقدوا صوابهم . إذن التحريم خطوة جيدة لكن يجب ان يتبعها قانون يضرب بيد من حديد.فعندما حرم الله الزنا كانت عقوبته الرجم و حرم الله قتل النفس الا بالحق فكانت العقوبة ان النفس بالنفس.لذا يجب ان تكون هناك عقوبة رادعة للمدخن و هى تحمل تكاليف علاجه. و لم لا؟ فقد تعودنا فى دول الخليج منذ ان انعم الله علينا بالذهب الاسود ان نحصل على كل الخدمات مجانا, و كانه فرض على الحكومة ان تعلمنا و تعالجنا و تسكننا و تزوجنا مجانا و من ثم يكون جزائها ان نخذلها لنموت فى عمر الزهور و قد تداعت علينا الامراض . لذا آن الاوان أن توضع بعض الشروط للمحافظة على احدى هذه النعم و هى الصحة. لذا يجب ان يتكفل المدخن بعلاجه اذا اصيب بسرطان الرئة او تصلب الشرايين اواى مرض مرتبط بالتدخين فاذا لم يكن المريض خاضع لعلاج ادمان التدخين كى يبرهن انه تائب او عازم على التوبة. لماذا تتحمل الدولة ثمن تعليم و تنشئة جيل ما تلبث ان تراه شابا يافعا تفتخر به امام الامم ثم تنعاه بين اضلع ارضها بعد ان كساه المرض الذى اشتراه هو بيديه, الا يكفى الوطن ان يخسر ابناءه فى حوادث السيارات لنزيد كربته ايضا بخسارته لهم بسبب التدخين؟

جميل أن ينتفع الآخرين بعلمك وأن تكسب حسنات بميزانك
بارك الله فيك
لا تحرم نفسك الآجر
اللهم ابدلهم داراً خير من دارهم
واجمعني بهم تحت ظل عرشك يوم لاظل إلا ظلك