هناك عدة صفات للزوجة في الجنة كما وردت بالقرآن العظيم ، من أهمها :
أولا : الطهارة المطهرة :
يقول الله الواسع الحكيم جل شأنه : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25)}( القرآن المجد – البقرة ) . فالزوجات في الجنات طاهرات مطهرات فلا طمث ولا عادة شهرية ولا هم يحزنون ، وهي تكريم للنساء والرجال في الآن ذاته وإراحة من الولادة والتوالد والمرض والأمراض .
ويقول الله الرؤوف الرحيم وسعت رحمته كل شيء : { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15)}( القرآن المجيد – آل عمران ) . فلا محيض ولا ولادة بل ستكون المرأة طاهرة مطهرة في جميع الأوقات ، فلا اعتزال للمرأة في حياة الدماء الداخلية النازفة على المرأة ، بل ستكون حرثا لزوجها متى شاء وأبدى رغبته في التزاوج ، أو أرادت هي ذلك أيضا ، فالرجل لباس لزوجته وهي لباس له ، بعكس الحياة الدنيا حيث تحيض المرأة شهريا وعند الولادة وبعدها فيجب الابتعاد عنها لتلافي الضرر لكليهما ، فالحياة الآخرة خير وأبقى .
ويقول الله تعالى في سورة أخرى : { وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (57)}( القرآن المبين – النساء ) .
ثانيا : الإنشاء والخلق الرباني الجديد للنساء البكر و( عربا أترابا ) :
ويقول الله الحنان المنان ذو الجلال والإكرام ، تبارك وتعالى ، الذي يمن على عباده المؤمنين في الحياة الدنيا والآخرة : { وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34) إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ (38) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (39) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآَخِرِينَ (40)}( القرآن الكريم – الواقعة ) . وأصحاب اليمين هم المتقين المحسنين الأتقياء الأنقياء الأصفياء الأبرار ، بقربهم شجر السدر المخضود وهو الخالي من الشوك ، والموز الناضج الطيب الحلو ، والظل الممدود الباقي الذي لا يزول ، وإنشاء الزوجات الأبكار من سن متقاربة مع الأزواج من الحور العين الجميلات ، وخلقهن الله خلقا جديدا دون توالد . والعرب هي الزوجة المحببة والعاشقة لزوجها دائما . وكذلك هن أمثالا وأشكالا لرجالهن وحسنات الخَلق والخُلق .
ثالثا : العذارى ذات النهود المكعبة وذات العمر المتقارب بين الزوج وزوجه ( كواعب أترابا ) :
يقول الله الغني الحميد عز وجل : { إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}( القرآن المجيد – النبأ ) . فحياة المتقين الفائزين بالنعم في جنان النعيم المقيم هو تكريم إلهي عظيم ، حيث يفوزون بالأجر الرباني المبين ، كالحدائق الجميلة والأعناب ، والزوجات الحوريات الصالحات الطائعات ( كواعب أترابا ) وهي جمع كاعبة وتعني الكواعب العذارى من ذوات النهود المكعبة ، وأترابا في سن أو أعمار متقاربة مع الأزواج ، فهذه هي السعادة الأخروية التي وعد الله بها المتقين في دار السلام .
رابعا : تزويج الرجال بصنفين من النساء : الآدميات والحور العين .. وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ
يقول الله الحكيم الجليل عز وجل : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31)}( القرآن العظيم – الطور ) .
خامسا : الخلود الأبدي في الجنة للأزواج ( ذكورا وإناثا ) :
يقول الله الحي القيوم سبحانه وتعالى : { لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}( القرآن المجيد – آل عمران ) .
ويقول الله الغفور الرحيم جل شأنه : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آَمِنِينَ (55) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}( القرآن المجيد – الدخان ) . وتعني كلمة الحور البيضاء ، وحور : تعني بيض ، وهي جمع حوراء ، وهي البيضاء . وبهذا فإن الله سبحانه وتعالى سينكح في الجنة الرجال المؤمنين بالحور العين مع وجود الفواكه ولحم طير وكل ما يشتهون ، ويكرمهما بحياة الخلود الأبدي ، فلا يموتون وأبعد عنهم عذاب جحيم جهنم نعوذ بالله السميع العليم منها في الدنيا والآخرة .
-
-
اللهم استودعك قلبى فلا تجعل فيه أحد غيرك وأستودعك لا اله الا الله فلقنها لى عند موتى :::